انطلقت اليوم بجماعة تزناخت ضواحي ورزازات، فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الزربية الواوزكيطية، تحت شعار “الزربية الواوزكيتية بين التثمين السياحي والتمكين السوسيو-اقتصادي للمرأة النساجة”.
وترأس حفل افتتاح السيد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بمعية السيدة فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي وعمال إقليم ورزازات، عبد الله جاحظ، ورئيس مجلس جهة درعة-تافيلالت، هرو ابرو، ورئيس المجلس الاقليمي لورزازات سعيد افروخ، والوفد المرافق لهم بمدينة تازناخت، مراسيم افتتاح النسخة السابعة لمهرجان الزربية الواوزكيتية.
ويتضمن برنامج الدورة التي ستمتد الى غاية 24 من الشهر الجاري بمعرض للزربية يمتد على مساحة 3000 متر مربع، يشمل فضاءً لعرض وتسويق الزربية الواوزكيتية، إلى جانب فضاء مؤسساتي وقطب ثقافي. يشارك في المعرض 150 عارضة وعارض، تمثل النساء النساجات 80% منهم، مما يبرز دور المرأة كركيزة أساسية في إنتاج هذه الزربية التقليدية.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، أكد كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، السيد لحسن السعدي، أن “مهرجان الزربية الواوزكيتية يعكس دور الصناعة التقليدية كقاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في تازناخت الكبرى، حيث يساهم بشكل مباشر في خلق فرص عمل للآلاف من النساجات وتحسين ظروف عيشهن. تتعدى هذه التظاهرة أن تكون فرصة لتسويق الزربية الواوزكيتية كمنتج مميز، بل تمثل أيضًا منصة لتثمين مهارات المرأة القروية وتعزيز مشاركتها في الاقتصاد المحلي، مما يرسخ مكانتها كمحرك رئيسي للتنمية في المنطقة. كما يشكل المهرجان فضاءً لتحفيز الأجيال الصاعدة على الانخراط في هذه الحرفة، لضمان استمرارية هذا التراث العريق وتعزيز قيمته الاقتصادية والثقافية على الصعيدين الوطني والدولي.”
كما توجه السيد السعدي بالشكر إلى كافة الفاعلين والشركاء الذين ساهموا في إنجاح هذا المهرجان مشيدًا بجهودهم المتواصلة لتطوير قطاع الصناعة التقليدية وجعلها قطاعًا مهيكلا أكثر تنافسية، قادرًا على المساهمة بشكل فعال في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة بالمغرب.
ووقع السيد لحسن السعدي كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بروتوكول تفاهم مع عامل إقليم ورزازات ومديرة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ومدير المكتب الجهوي للاستثمار ومدير غرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت ورئيسة مجموعة Takdift تازناخت ذات النفع الاقتصاد، وذلك بهدف تنظيم وهيكلة منظومة متكاملة ومستدامة لدعم وتثمين قطاع الزرابي التقليدية بتازناخت في إقليم ورزازات من خلال تحديد الأدوار والمسؤوليات بين الأطراف الموقعة وإجراء تشخيص تشاركي لتحديد الإجراءات اللازمة لدعم القطاع.
وتلتزم الأطراف بتحديد وتنفيذ مشاريع وإجراءات لتطوير قطاع الزرابي ودعم النساء النسّاجات، وتقديم الدعم التقني والمالي وتعبئة الأطراف المعنية وضمان متابعتها وتقييمها وتعزيز قدرات الهيئات المهنية وتحسين جودة الصوف المستخدم وتنظيم النساء النسّاجات ضمن هيئات مهنية.
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان يتضمن ورشات تكوينية وندوات علمية تناقش مواضيع مرتبطة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بمشاركة خبراء ومتخصصين لتعزيز الإبداع وتبادل الخبرات. كما يشكل المهرجان مناسبة للتباحث حول آفاق وسبل عقد شراكات جديدة مع المؤسسات الوطنية والدولية التي يمكنها المساهمة في تعزيز مكانة الزربية الواوزكيتية في الأسواق العالمية وتثمين الإبداعات التقليدية التي تبرز الحرف اليدوية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية.
ويتجاوز عدد الممارسات لحرفة النسج في تازناخت الكبرى 22,000 صانعة نساجة، موزعات على خمس جماعات ترابية وضمن 63 جمعية مهنية. تُعد الزربية الواوزكيتية إرثًا تاريخيًا عريقًا للمنطقة ومن الحرف التقليدية الصديقة للبيئة، حيث تعتمد النساجات على مواد أولية محلية، مثل صوف منطقة سيروا، مع استخدام الصباغة الطبيعية المستخلصة من أعشاب جبال المنطقة دون اللجوء إلى المواد الكيميائية.