
مروان قراب | تنغير | احتضنت مدينة تنغير، ندوة صحفية هامة، صباح اليوم، خصصت لتقديم الخطوط العريضة لمنتدى المضايق والواحات، المزمع تنظيمه ما بين 02 و04 ماي 2025، تحت شعار: “المضايق والواحات.. روائع التنمية الترابية والمستدامة بالإقليم”، من المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير، وبدعم وإشراف من عمالة إقليم تنغير، وبشراكة مع عدد من مؤسسات القطاع العام والخاص.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى بميزانية تقدر ب150 مليون سنتيم، في سياق وطني وجهوي يستحضر تحديات التغيرات المناخية، والتراجع التدريجي للموارد المائية، إلى جانب مخاطر الهجرة القروية التي تهدد النسيج الاجتماعي والاقتصادي للواحات والمضايق.
كما يشكل فرصة استراتيجية لتسليط الضوء على الموروث الثقافي، الطبيعي، والاقتصادي الذي تزخر به هذه المناطق، والعمل على تثمينه من خلال مقاربة تنموية شاملة ومستدامة.

ويروم المنتدى تعزيز التنمية الترابية المستدامة بالإقليم، وإبراز الإمكانات السياحية والثقافية والبيئية والاقتصادية للمضايق والواحات، والترافع من أجل تدبير مستدام للموارد المائية.
ويهدف هذا المنتدى الى تشجيع المبادرات المحلية في مجالات الابتكار البيئي والثقافي، وخلق فضاء للحوار وتبادل الخبرات بين الفاعلين المحليين والوطنيين.
وفي مداخلته خلال الندوة، أكد محمد بنديدي، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير، أن المنتدى يعد لبنة جديدة في مسار تثمين التراث الطبيعي والثقافي بالإقليم، كما سلط الضوء على الدينامية المتواصلة لتنظيم فعاليات مماثلة تروم النهوض بالوجهة السياحية لتنغير وربطها بالرهانات البيئية والتنموية الراهنة.
من جهته، أشار مصطفى الوردي، منسق اللجنة التنظيمية، إلى أن هذه التظاهرة تروم الجمع بين مختلف الفاعلين في ميادين البيئة، الثقافة، الرياضة، الاقتصاد والسياحة، كما استعرض أبرز محطات الدورة، التي ستتوزع بين ندوات علمية، ورشات بيئية، سباقات رياضية في الطبيعة، معارض للمنتجات المحلية، أمسيات فنية، وجولات استكشافية للمواقع السياحية، بالواحات والمضايق المحيطة.

وشهدت الندوة تفاعلاً لافتًا من ممثلي وسائل الإعلام الجهوية والوطنية، الذين طرحوا مجموعة من التساؤلات همّت خصوصًا آليات استدامة المنتدى، وسبل إشراك الساكنة المحلية والمجتمع المدني في أنشطته، إضافة إلى إكراهات البنية التحتية السياحية بالإقليم، ومدى قدرة هذا الحدث على استقطاب الزوار والمستثمرين.
كما جاءت تساؤلاتهم البارزة حول ما هي الإجراءات العملية التي سيتم اتخاذها لضمان استمرارية المنتدى كموعد سنوي دائم يخدم تنمية الواحات والمضايق، وليس فقط كتظاهرة موسمية؟ وكيف سيتم إشراك ساكنة الواحات والمضايق، وخاصة الفلاحين والفاعلين المحليين، في بلورة التوصيات وتنفيذ المشاريع المقترحة خلال المنتدى؟ وما هي الآليات المعتمدة لضمان التناسق بين المشاريع السياحية والبيئية المرتبطة بالمنتدى وبين التحديات المناخية التي تواجهها المنطقة مثل ندرة المياه والهجرة القروية؟
وأجمع المتدخلون في الندوة على أن منتدى المضايق والواحات هو رهان جماعي لترسيخ نموذج تنموي محلي مستدام ومبني على رأسمال طبيعي وثقافي فريد، كما وجهت الدعوة لكافة المواطنين والمهتمين لحضور فعاليات المنتدى، الذي يعد بأن يكون حدثاً سنوياً بامتياز في أجندة تنغير التنموية.
