
تحتضن مدينة زاكورة ما بين 05 و09 أكتوبر 2025 تظاهرة سينمائية كبرى، حيث تحتضن الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء، الذي تنظمه جمعية زاكورة للفيلم عبر الصحراء، وسط مشاركة واسعة لأسماء سينمائية وازنة من مختلف القارات.
ويأتي هذا الموعد الثقافي ليرسّخ موقع المهرجان كمنصة تجمع بين الإبداع الفني، الانفتاح الثقافي، والالتزام الاجتماعي، مساهماً في جعل زاكورة مركز إشعاع سينمائي على مستوى الجنوب الشرقي للمغرب.
يتوزع برنامج المهرجان على ثلاث مسابقات رسمية كبرى: مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، ومسابقة السيناريو للأفلام القصيرة.
يمثل المغرب في مسابقة الأفلام الطويلة فيلم “آخر اختيار” للمخرجة رشيدة السعدي، إلى جانب إنتاجات دولية قوية من فلسطين، تونس، كازاخستان، قيرغيزستان، إيران، الفليبين، أوزبكستان، وروسيا.
وتتألف لجنة تحكيم هذه المسابقة من أسماء لامعة برئاسة المخرج السنغالي وعضو أكاديمية الأوسكار عثمان وليام مباي، وعضوية الممثلة الإيطالية أليساندرا ديليا، والإعلامية والمنتجة السعودية خديجة الوعل، والمخرج الحسين داوروف من الاتحاد الروسي، والفنان المغربي هشام بهلول.
أما مسابقة الأفلام القصيرة، فيترأس لجنة تحكيمها المخرج المغربي المخضرم سعد الشرايبي، وتعرف مشاركة أعمال من المغرب، تونس، فرنسا، إيران، كازاخستان، سلطنة عمان، روسيا، والسعودية، مما يعكس البعد الدولي للمهرجان.
كما تضم لجنة مسابقة السيناريو للأفلام القصيرة نخبة من النقاد والكتاب العرب، برئاسة الكاتب والإعلامي السعودي خالد الخضري.
وتتميز دورة هذه السنة باستضافة كازاخستان كضيف شرف، حيث ستُبرمج مجموعة من الأفلام الكازاخستانية وتُنظم لقاءات مع سينمائيين من هذا البلد، ما يفتح آفاقاً جديدة للتبادل الثقافي بين المغرب وآسيا الوسطى.
كما سيُكرَّم عدد من الوجوه البارزة في السينما والثقافة، على رأسهم الممثل والمخرج المغربي رشيد الوالي، والمخرج المصري خالد يوسف، والممثلة الإيطالية أليساندرا ديليا.
لا يقتصر المهرجان على العروض السينمائية فقط، بل يخصص حيزاً مهماً للتكوين والتثقيف السينمائي، حيث ستنظم ورشات عمل للشباب والتلاميذ في بني زولي وتمكروت، بدعم من مخرجين وتقنيين إيطاليين.
كما ستنعقد ندوة فكرية حول “المرأة في السينما الإفريقية”، بالإضافة إلى دروس ماستر كلاس مع المخرج خالد يوسف، والسيناريست السعودي خالد الخضري، فضلاً عن جلسات لتقاسم التجارب مع فنانين مغاربة مثل عز العرب الكغاط ومحمد خيي.
ضمن فلسفة “السينما للجميع”، ستُعرض مجموعة من الأفلام في السجن المحلي لزاكورة، وفي مؤسسات تعليمية ومراكز للأطفال في وضعية إعاقة، إضافة إلى تنظيم عروض سينما متنقلة تجوب تنزولين وبني زولي وتمكروت، ما يعكس رغبة المهرجان في كسر المركزية الثقافية وجعل السينما أداة للتقريب بين الفن والمجتمع.
تتويجاً لهذا الزخم، تقام عروض أزياء تمزج بين الزي المغربي والكازاخستاني، مما يخلق فضاءً للاحتفاء بالهوية المتعددة والانفتاح على الآخر. ويؤكد المهرجان من خلال هذه الأنشطة رؤيته التي تربط بين الصورة السينمائية وثقافة الصحراء، ليبني جسوراً بين الشعوب ويروي قصصاً إنسانية بلغة كونية.
وتواصل جمعية زاكورة للفيلم عبر الصحراء تثبيت موقعها كحاضنة أساسية للسينما الإفريقية والعالمية، ومختبر لإنتاج المعرفة الفنية وتطوير الصناعات الثقافية، في انسجام مع الاستراتيجيات الوطنية للنهوض بالثقافة لاسيما باقليم زاكورة