منتدى الواحات والمضايق بتنغير: رهان على التراث والمجال من أجل تنمية ترابية مستدامة

تنغير | ينظم المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير، من 2 إلى 4 ماي 2025، فعاليات المنتدى الأول للواحات والمضايق تحت شعار: “المضايق والواحات: روافع التنمية الترابية المستدامة”

ويهدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على الإمكانات الطبيعية والتراثية التي يزخر بها الإقليم، وعلى رأسها المضايق والواحات، باعتبارها مكونات محورية في تحقيق التنمية المجالية المستدامة، ومجالات واعدة في ظل التحديات البيئية والاجتماعية الراهنة.

وفي إطار هذا المنتدى، وبتعاون مع الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، تم تنظيم معرض جهوي للصناعة التقليدية بكل من ساحة سيدي مسكور وسط مدينة تنغير اشرف الكاتب العام لعمالة تنغير على افتتاحه مساء اليوم، بالإضافة إلى معرض اخر تم افتتاحه بساحة الجيش بمدينة بومالن دادس، وذلك في الفترة الممتدة من 2 إلى 8 ماي 2025.

ويضم المعرضان أزيد من 100 رواق موزعة على مساحة تقارب 4500 متر مربع، بمشاركة 140 عارضة وعارضاً يمثلون مختلف أقاليم الجهة، بنسبة مشاركة نسائية بلغت 55%، وأكثر من 78 تعاونية حرفية، و64% من العارضين من الوسط القروي، إلى جانب 3 جمعيات مهنية و35 صانعاً فردياً، كما تم تخصيص رواق خاص لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتعرض أروقة المعرض تشكيلة متنوعة من المنتوجات التقليدية، من بينها: الزرابي، الحنبل، الفخار، منتوجات الخياطة والطرز، المصنوعات النباتية، التحف الفضية، المجوهرات، اللباس التقليدي المحلي والصحراوي، المنتجات المجالية كالعسل، التمور، ومشتقات الورد، بالإضافة إلى الكسكس والحلويات التقليدية.

كما يحتضن برنامج المنتدى سلسلة من الندوات العلمية والأنشطة الثقافية والرياضية موزعة بين جماعات تنغير، بومالن دادس، أيت سدرات الجبل العليا، أيت سدرات الجبل السفلى، وتودغى. وتشمل هذه الأنشطة تنظيم ندوات حول قضايا التنمية المجالية، التسويق الترابي، وحماية النظم البيئية للمضايق والواحات، وتنظيم سباقات رياضية في مضايق دادس وتودغى بمشاركة عدائين مغاربة وعالميين، ومسابقة هاكاثون لدعم المشاريع المبتكرة في مجالات الواحات والمضايق، وأمسيات ثقافية وفنية ودينية تبرز غنى التراث اللامادي للمنطقة.

ويأتي هذا المنتدى ليؤكد على أهمية تظافر الجهود بين الفاعلين المحليين والجهويين، المؤسساتيين والمدنيين، من أجل بلورة نموذج تنموي يراعي الخصوصيات البيئية والثقافية لإقليم تنغير، ويجعل من مؤهلاته روافع حقيقية للتنمية المستدامة.

أجمع المتدخلون على أن تنمية الواحات والمضايق تتطلب رؤية شمولية وتعبئة جماعية، تتقاطع فيها مجالات التهيئة، الثقافة، السياحة، التشغيل، البيئة، والهوية. وهو ما يسعى المنتدى إلى ترجمته من خلال إشراك مختلف الفاعلين وطرح توصيات عملية قابلة للتنفيذ.